واشنطن ولندن رفضتا اتهامات بدعم "جند الله"
عبدالمالك ريغي لدى إنزاله من الطائرة
أكد الطيران المدني القرقيزي الأربعاء 24–2–2010 أن مقاتلتين إيرانيتين
أرغمتا طائرة ركاب مدنية قرقيزية يوم الثلاثاء على الهبوط في مطار بندر
عباس جنوبي إيران لدى دخولها المجال الجوي الايراني, واعتقل الأمن
الإيراني اثنين من المسافرين دون أن يكشف عن هويتهما. وكانت إيران قد
أعلنت الثلاثاء عن اعتقال زعيم جماعة "جند الله" عبدالمالك ريغي وأحد
مرافقيه بعد سنوات طويلة من الملاحقة والمراقبة.
وقال وزير المخابرات الإيراني حيدر مصلحي إن بلاده كانت تراقب بدقة تحركات
عبدالمالك ريغي منذ خمسة أشهر، وإنه وقع في الفخ الذي وضع له خلال السفر
إلى قرقيزيا.
وأوضح مساعد الطيران المدني القرقيزي أن "الطائرة التي كانت تقل ريغي إلى
بيشك عاصمة قرقيزيا اعترضتها مقاتلتان إيرانيتان وأرغمتاها على الهبوط في
مطار بندر عباس".
وأضاف في تصريح لإذاعة "أوروبا الحرة" أنه "بعد هبوط الطائرة اعتقل الأمن
الإيراني اثنين من المسافرين وسمح للطائرة بمغادرة البلاد إلى بيشك بعد
ساعات من الهبوط، مؤكداً أن الطائرة القرقيزية تتبع شركة خاصة".
لا ندعم الإرهاب وأظهرت صور بثها التلفزيون الرسمي الايراني عبدالمالك ريغي الى جانب أربعة
من رجال الأمن اقتادوه من طائرة مدنية إلى خارجها، لكن ايران لم تكشف هوية
الشخص الآخر الذي كان يرافق زعيم جماعة جند الله، إلا أن بيان وزارة
المخابرات الإيرانية وصف مرافق ريغي بأنه "الرجل الثاني" في التنظيم.
وكانت جماعة "جند الله" التي تأسست عام 2003 قد تبنت عمليات مسلحة متعددة
في إقليم سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، منها عملية انتحارية استهدفت
اجتماعاً للحرس الثوري ورؤساء قبائل البلوش، وراح ضحيتها 41 شخصاً بينهم
نائب القوات البرية للحرس الثوري و15 قائداً محلياً في الحرس.
وبين العمليات الأخرى للتنظيم انفجار استهدف اجتماعاً لعناصر الباسيج في
مسجد بزاهدان مركز سيستان وبلوشستان وقتل فيه 25 شخصاً، وتفجير حافلة
للحرس الثوري قتل فيها 17 شخصاً، واغتيال 16 عنصراً من شرطة الحدود بعد
خطفهم من مخفر حدودي، وإعدام 22 شحصاً كانوا ينوون المشاركة في مراسم
حكومية في منطقة زابل.
وتقول الجماعة إنها "تناضل من أجل استعادة حقوق أهل السنة والبلوش في إيران"، لكن السلطات الايرانية تتهمها بالعمالة للخارج.
وبعد اعتقال عبدالمالك ريغي اتهم وزير المخابرات الولايات المتحدة
الامريكية وبريطانيا بدعم "جماعة جند الله"، ووعد بالكشف عن وثائق تثبت
صدق "هذه الحقائق".
أما "جند الله" فقالت في بيان بعد اعتقال ريغي إن الأجهزة الأمنية الأمريكية الباكستانية ساعدت إيران في اعتقال زعيمها.
ورفض كل من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا الاتهامات بدعم "جند
الله"، وعبرا عن سرورهما لاعتقال ريغي. وقال متحدث باسم الخارجية
الامريكية إن بلاده "ترفض اي نوع من الارهاب ولن تدعم المجموعات
الارهابية".
وقال آرين بيلن "إن واشنطن لن تدعم أي نوع من الإرهاب في إيران، وإنها
تمضي في تعاونها مع الأسرة الدولية من أجل القضاء على الإرهاب".
أما الخارجية البريطانية فقالت في بيان "إن عبدالمالك ريغي يعد شخصاً
إرهابياً وإنه المسؤول عن مقتل العديد من المواطنين الإيرانيين الأبرياء".
وأكدت أن "بريطانيا تعبتر اعتقاله ضربة قوية ضد الإرهاب، وتدعم هذا الأداء".